U3F1ZWV6ZTM2MTY3NDAyODEwNTQ0X0ZyZWUyMjgxNzUyNTExOTM1MA==

هل يموت الثعبان إذا لدغ نفسه؟

                                                  


في اللحظة التي نفكر فيها في كلمة "ثعبان"، الشيء الذي يأتي في ذهن معظم الناس هو السم. في حين أن معظمنا يفهم جيدا أن السم يمكن أن يكون مميتا أو يسبب لنا الأذى، هل تساءلت يوما ما إذا كان الأفعى يمكن أن تتأثر بسمها؟


إذا تم إنتاج سم الأفعى في الفم، فهل يمكن أن يتأثر الثعبان بإبتلاعه بالخطأ؟ وفوق كل هذا، هل يستطيع الثعبان حقن السم بنفسه وإيذاء نفسه؟ للإجابة على هذه الأسئلة، لنبدأ بكيف ولماذا تنتج الثعابين السم.


* دور السم.

سم الأفعى هو إفراز سائل ينتج في الغدد اللعابية، والتي يتم تعديلها بشكل خاص في الثعابين السامة. الغرض الأساسي من السم هو تجميد الفريسة ومساعدة الثعابين في عملية الهضم.


المكون الرئيسي لسم الأفعى هو البروتين. هذه البروتينات السامة هي سبب الآثار الضارة التي تنشأ من حقن سم الأفعى في اللحم. يحتوي السم أيضا على إنزيمات خاصة تساعد على تكسير الجزيئات الكبيرة بمعدل سريع، مما يساعد بشكل أكبر في الهضم. يساعد الإنزيم في تكسير الكربوهيدرات والبروتينات والفوسفوليبيدات والنيوكليوتيدات مما يسهل هضم الفريسة.


من المكونات الإضافية الموجودة في سم الأفعى السموم متعددة الببتيد. البولي ببتيدات هي العناصر التي تجعل السم ساما. البولي ببتيد "Polypeptides" هي سلاسل من الأحماض الأمينية تحتوي على 50 أو أقل من هذه المكونات الأساسية. تعطل السموم متعددة الببتيد وظيفة الخلية ويمكن أن تؤدي إلى موت الخلايا. تم العثور على مكونات سامة محددة من سم الأفعى في جميع الثعابين السامة، بشكل عام، في حين أن بعض السموم خاصة لسلالات معينة من الثعابين.


* آلية التسليم.

أكثر طرق حقن السم شيوعا هي إستخدام الأنياب. تعتبر الأنياب فعالة للغاية في آلية إيصالها، حيث أنها قادرة على إختراق الأنسجة والسماح للسم بالتدفق إلى الجرح المصاب. ومع ذلك، هناك أيضا أنواع أخرى من الثعابين طورت تكيفات مختلفة لتوصيل السم، مثل البصق أو إخراج السم. إن البصق أو قذف السم يخدم غرض آلية الدفاع، وليس شكلا من أشكال الهجوم على الفريسة.


آلية حقن السم في كل ثعبان هي نفسها تقريبا وتحتوي على أربعة مكونات رئيسية. الأول هو الغدد السامة. توجد هذه الغدد المتخصصة بشكل أساسي في الرأس، وتحديدا في مؤخرة الحلق. الغرض الأساسي منها هو إنتاج السم وتخزينه. من المكونات الرئيسية الأخرى العضلات الموجودة في الرأس، وهي قوية وتؤدي غرضا مزدوجا. إنها تساعد في تضييق الخناق على الفريسة وإختراقها، بينما تساعد أيضا في تنظيم كمية السم التي يتم حقنها. الجزءان الأخيران الحرجان هما القنوات والأنياب. توفر القنوات مسار للسم من الغدد إلى الأنياب، بينما الأنياب عبارة عن أسنان معدلة لها قنوات مجوفة يتدفق من خلالها السم.


* هل السم قاتل أو لا؟

السؤال الأساسي الأول هو، بما أن السم موجود في الغدد اللعابية، فماذا سيحدث إذا هضمها الثعبان؟


حسنًا، الجواب هو أن الثعابين السامة لا تتضرر من أي سم عندما تهضمه، لأن المكون الأساسي في السم هو البروتين. لكي تكون سموم البروتين قوية، يجب حقنها أو إمتصاصها في أنسجة الجسم أو مجرى الدم. إن إبتلاع سم الأفعى ليس ضارا لسبب بسيط هو أن هذه السموم الضارة سيتم تفكيكها بواسطة حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة إلى أشكالها الأولية غير الضارة.


ومع ذلك، هذا ليس هو الحال إذا دخل السم إلى مجرى دم ثعبان إما من خلال ثعبان آخر يعضه أو لدغة الثعبان نفسه. سيكون للدخول المباشر للسم إلى الدم نفس التأثير على الثعبان كما لو كان على فريسته.


بإختصار، يمكن للثعبان أن ينتحر عن طريق عض نفسه، بشرط أن يعض نفسه بطريقة تدخل السم مباشرة في مجرى الدم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة