الضحك هو واحد من أفضل التعبيرات التي يُقدمها البشر، عقلياً وجسدياً، ولكن هل البشر هم النوع الوحيد المحظوظ القادر على الاستمتاع بالضحك؟ أم أن لدينا شركاء في هذه الصفة؟
ما هو الضحك؟
لتحديد ما إذا كانت الحيوانات تضحك أم لا، من الضروري أن نفهم ما هو الضحك في الواقع. من الناحية الطبية، الضحك هو رد فعل جسدي يظهره الإنسان استجابةً لحافز خارجي (أو داخلي في بعض الأحيان) ويتميز بانقباضات مسموعة للحجاب الحاجز وأجزاء أخرى من الجهاز التنفسي. هذا يبدو تقنياً وغريباً، لكن بكلمات بسيطة، الضحك هو الضحك الذي نعرفه جميعاً؟
يمكن تصنيف الضحك إلى فئتين رئيسيتين: الضحك الاجتماعي (الناتج عن "حس النكتة" للشخص وما إلى ذلك) والضحك الذي يحدث استجابة لحافز جسدي (مثل الدغدغة).
ولكن يبقى السؤال: هل الضحك مقصور على البشر فقط؟
لا! الحيوانات يمكن أن تضحك جدا!
أظهرت بعض الحيوانات علامات يمكن ربطها بسهولة بالضحك. بما أننا نعلم أن البشر يمكن أن يضحكون، فمن المنطقي أن ننظر إلى الأقدم من البشر - الشمبانزي والغوريلا!
* الشمبانزي والغوريلا.
هناك الكثير من الأدلة القصصية التي توضح قدرة الشمبانزي على الحصول على ضحكة مكتومة بين الحين والآخر. أيضاً، نظراً لأن لديهم تشابهاً صارخاً مع البشر، فإن التعرف على الضحك أمر بسيط للغاية. هذا لا ينطبق فقط على الشمبانزي، ولكن أيضاً على الغوريلا والقرود، التي تُصدر الضحك أيضاً عن طريق إغاظة، وإثارة، وإيماءات، والتواصل بلغتهم. القرود تضحك على البشر عندما يقومون بشيء مضحك أو غير عادي في البرية!
* الدلافين.
الدلافين هي بعض من أذكى المخلوقات على الكوكب. لذلك، حقيقة أنهم دائموا المزح على زملائهم من الأسماك والبشر يدل على أن لديهم شعور ملازم من الفكاهة وأنهم يمكن أن يكونوا منطقيين في مواقف روح الدعابة. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الدلافين تضحك بمجرد النظر إلى وجهه!
* الفئران.
ظَلت الفئران تضحك منذ فترة طويلة، ولكن لم نعرف عنها إلا مؤخراً. على الرغم من أن القيام بذلك يبدو خيالي قليلاً، ولكن تبين أن الفئران تحب أن تُدغدغ. وينتجون صوتاً فوق صوتياً عند الدغدغة، وهذا هو السبب في أننا لا نستطيع سماع ذلك، ولكن مع الأدوات المناسبة في بيئة معملية، يمكننا اكتشاف هذه الضحك.
* الحيوانات الأخرى.
هناك العديد من الحيوانات التي تستجيب بطرق مميزة من خلال عرض تغييرات جسدية ملحوظة في استجابة لحافز مادي، مثل "الدغدغة". بعض هذه الحيوانات تشمل الجِمال والكلاب والبوم وطيور البطريق. قد يكون هناك الكثير من الحيوانات التي تستجيب أيضاً لمثل هذه المحفزات الجسدية، لكن ردود الفعل التي تظهرها هذه الحيوانات قد لا تتفق مع تصورك للضحك. أيضاً، قد يكون من الصعب تحليل تعبيرات وسلوكيات العديد من الحيوانات، إما بسبب مظهرها البدني أو بيئتها (تحت الماء، إلخ...). يَعتقد العلماء أن بعض ردود الفعل هذه من المرجح أن تكون تعبيرات عن السرور من الفعل المادي للدغدغة. بعبارة أخرى، هذه كلمات صوتية أو تعبيرات إيجابية عن الفرح، وهي ليست مثل الضحك - لكنها قريبة جداً!
كما تثبت الحيوانات، لا يحتاج المرء أن يكون "ذكياً" للاستمتاع بالضحك. ولكن إذا كنت ذكي، مثلنا نحن البشر، فتنسى همومك وتضحك حتى يُؤلمك جانبيك. لا يوجد شيء أفضل من الضحك الجيد من وقت لآخر!
إرسال تعليق