الحمام لديه ميل طبيعي للأسطح الصلبة. إنهم يحبون الهياكل الخرسانية والرخامية والحجرية ، وهي متوفرة بكثرة في المدن. يعتبر الحمام مناسبًا بشكل فريد لحياة المدينة لأنه أتقن فن التعشيش على هذه الهياكل الصلبة ، حيث يتعايش مع موائلها الطبيعية الصخرية والصلبة.
الناس ، وخاصة في المدن ، لديهم آراء شديدة الاستقطاب حول الحمام. البعض يحبهم ويطعمهم فتات الخبز والبقول وحتى بقايا الطعام.
البعض الآخر يعتبرهم مصدر إزعاج. يرونهم آفات وناقلات للأمراض. لديهم حتى لقب مشهور - الفئران مع الأجنحة!
مهما كان موقفك ، إذا كنت تعيش في مدينة كبيرة ، عليك التعامل معهم. على الرغم من هذه الآراء المتناقضة ، فإن الشيء الوحيد الذي سيتفق عليه الناس هو أن الحمام موجود في كل مكان في المدن ، وخاصة تلك الموجودة بالقرب من الساحل.
سواء كنت في نيويورك أو لندن أو مومباي أو ملبورن ، من الصعب أن تفوتك رؤيه تجمعات الحمام في المدن الكبرى ، ولكن هل تساءلت يومًا عن سبب وجود الحمام في المدن في جميع أنحاء العالم؟ لماذا هم أكثر وفرة من الطيور الأخرى مثل النسور والديوك الرومي والنسور؟
أصل الأنواع.
إذا فتحت كتاب أصل الأنواع وقرأت الفصل الأول ، ستلاحظ أن داروين لا يبدأ بالحيوانات التي اشتهر بملاحظتها في المناطق الاستوائية. إنه لا يبدأ بالسلحفاة ، ولا بالعصافير أو المدرع العملاق المتحجر.
بدلاً من ذلك ، يبدأ في شرح نظريته مع الحمام.
كان داروين مفتونًا بمرونة هذه الطيور وقدرتها على التكيف. لقد اندهش من حقيقة أن الحمام قد خَلق مجموعة كبيرة ومتنوعة من سلالات الحمام.
بيوت الحمام.
قبل آلاف السنين منذ بدء الحمام في تناول بقايا الطعام البشري ، تم العثور على هذه الطيور على المنحدرات الساحلية. ومع ذلك ، عندما تعلم الإنسان فن الزراعة وتربية الحيوانات ، سرعان ما تم تدجين الحمام الجبلي من قبل البشر للطعام وكحيوانات أليفة. في الواقع ، قمنا ببناء منازل مخصصة لهم ، والتي لا تزال موجودة في بعض أجزاء أوروبا وآسيا. كان بناء منازل الحمام هذه علامة فخرية.
كيف أتى الحمام إلى الولايات المتحدة؟ حسنًا ، لقد جلبهم الأوروبيون!
كان الأوروبيون مغرمين جدًا بهذه الطيور ، لذلك عندما هاجروا إلى أمريكا الشمالية في القرن السادس عشر ، أحضروا معهم الحمام. هرب بعض الحمام وانتشر في المدن في أمريكا.
تدريجيًا ، انفجرت أعداد الحمام في مدن مثل بوسطن وسان فرانسيسكو ونيويورك لأنه ، صدق أو لا تصدق ، المدن تُعتبر مصممة خصيصًا لحياه للحمام!
سهولة الوصول إلى الطعام.
يحب الحمام المدن ذات الكثافة السكانية العالية ، لأن ذلك يعني توفير الغذاء لهم. على عكس الطيور الأخرى ، يمكن أن تزداد أعداد الحمام بسهولة على طعام الإنسان ، بما في ذلك بقايا الطعام. غالبًا ما يُشاهدون وهم يأكلون بقايا الأرز والخبز والدونات والكعك ورقائق البطاطس في المدن الأمريكية. وبالتالي ، فإن القدرة على استهلاك بقايا الطعام البشري جعلتها مناسبة جدًا لحياة المدينة.
مأوى سهل.
في موطنها الأصلي ، يعشش الحمام الجبلي على المنحدرات ويقضي حياته بالقرب من البحر. ومع ذلك ، عندما بدأت المدن والحضارات في الازدهار بالقرب من البحر ، انتقلوا إليها. بالنسبة للحمام ، كانت المباني مثل المنحدرات ، وإن كان ذلك مع هندسة معمارية أفضل!
الحمام لديه ميل طبيعي للأسطح الصلبة. تزخر المدن بالأماكن التي تشكل أماكن تعشيش جيدة للحمام ، مثل وحدات التكييف أو حتى الحواف المبنية بشكل زخرفي على بعض المباني القديمة.
المزيد من التكاثر.
عندما تتوفر سهولة الوصول إلى الطعام ، ومنزل سهل ... ماذا ستحتاج أيضًا؟ الحمام هو نوع من الطيور التي تتكاثر على مدار العام. إن سهولة توافر الطعام والمأوى يعني أن الحمام يقضي وقتًا أقل في البحث عن الطعام والمزيد من الوقت في التزاوج! هذا هو السبب في أننا نرى مجموعات الحمام تنفجر خارج نطاق السيطرة في مدن معينة.
قدرات ملاحية ممتازة.
سبب آخر يجعل الحمام ناجحًا للغاية في المدن هو كونه ملاحًا رائعًا. لا يزال العلماء يعملون على فهم الآلية الكامنة وراء قدراتهم على الملاحة. يمكن ترك بعض الحمام على بعد مئات الأميال من منازلهم ، ومع ذلك لا يزال بإمكانهم العودة إلى منازلهم! تساعد مهارات الملاحة هذه الحمام في معرفه منازلهم علي الرغم من تشابهه المدينة.
تفترض دراسة نُشرت في مجلة Journal of Experimental Biology أن هذه القدرة لها علاقة بالموجات فوق الصوتية ، وهي موجة صوتية منخفضة التردد للغاية تنبعث من المحيط وتردد صداها في جميع أنحاء الكوكب. يعتقد الباحثون أنه باستخدام هذه الإشارات منخفضة التردد ، يمكن للحمام أن يصنع خرائط ذهنية لمحيطه ، مما يساعد قدراته الملاحية.
يتمتع الحمام بعيون كبيرة بخمسة مستقبلات لونية ، مقارنة بثلاثة في عيون البشر ، مما يتيح لهم رؤية أشياء لا يمكننا حتى تخيلها. هذه الرؤية المذهلة، تجعل من السهل على الحمام العثور على الطعام في أي حي.
الحمايه الطبيعية.
الشيء الآخر لصالح الحمام في المدن هو ندرة الحيوانات المفترسة مثل الصقور. في مدن الولايات المتحدة ، لم يكن للحمام حيوانات مفترسة طبيعية لفترة طويلة. يعود ذلك إلى استخدام المبيدات الحشرية DDT ، التي بدأت الولايات المتحدة في إستخدامها بعد الحرب العالمية الأولى. أدى استخدام مادة الـ دي.دي.تي إلى جعل قشر بيض الطيور الجارحة مثل الصقور والصقور ضعيفه للغاية ، مما أدى إلى انخفاض أعدادها.
ومن المثير للاهتمام أن الحمام جيد في تجنب الحيوانات المفترسة والأشياء المتحركة الأخرى ، مثل السيارات. اكتشفت إحدى الدراسات أن الحمام نادرًا ما يصطدم ، مما يجعله أحد أفضل الطيارين في العالم الطبيعي، لذا ليس من السهل على الحيوانات المفترسة أن تفترس الحمام.
انفجار أعداد الحمام خارج نطاق السيطرة.
في نيويورك ، هناك قول مأثور: هناك حمامة واحدة لكل سكان نيويورك. هذا يعني أن هناك أكثر من 7 ملايين حمام في المدينة! سواء كان هذا صحيحًا أم لا ، يشعر العديد من سكان المدن في نيويورك أن المدينة ليست كبيرة بما يكفي لكلا النوعين. في عام 2003 ، ساءت الأمور في براينت بارك الحديقه الشهيره ب (نيويورك) لدرجة أنه تم التعاقد مع صقار محترف لإخافة الحمام بعيدًا. كان الحمام يتدفق في الحديقة وينثر الفضلات في كل مكان. كانت الفكرة هي ترويع الحمام بالصقور.
في عاصمة تايلاند ، بانكوك ، تدفق الحمام خارج حدود المدينة. تدرس مؤسسة بلدية بانكوك اقتراحًا يحظر على الناس إطعام الحمام. يمكن تغريم المخالفين 25000 باهت (800 دولار أمريكي) أو السجن لمدة ثلاثة أشهر - أو كليهما. ومن المثير للاهتمام ، أن إيطاليا أقرت منذ فترة طويلة قوانين وجعلت إطعام الحمام في البندقية أمرًا غير قانوني.
كلمة أخيرة.
لقرون ، كان الحمام رفقاء البشر. في البداية ، كانت بمثابة مصدر جيد للبروتين . وبالنسبة للبعض ، كانوا حيوانات أليفة لطيفة ومحبوبة. في الواقع ، قمنا ببناء منازل مخصصة لهم! ولكن مع التحضر السريع وتزايد عدد السكان تدريجيًا في المدن ، تغيرت العلاقه مع الحمام.
يعتبرها الكثير منا الآن آفات تنتشر في مدننا ، وغالبًا ما تكون خارجة عن السيطرة. في الولايات المتحدة ، الحمام هو أحد الطيور القليلة التي لا تخضع للحماية الفيدرالية. في الواقع ، هناك صناعة كاملة مخصصة لإزالتها. سواء كنت تدعم هذه الصناعة أم لا ، فإن الشيء الوحيد الذي يجب أن تقدره بالتأكيد بشأن الحمام هو قدرته المذهلة على التكيف والتنقل عبر بيئات المدينة المعقدة !
إرسال تعليق