لُوحظ عندما يُسكب الملح على القواقع والبزاقات (الحلزون عديم القوقعه) إلى عملية التناضح. يؤدي فقدان الماء السريع إلى وفاتهم.
موسم الأمطار يجلب معه النسمات الباردة ، وغيوم من السحب الرمادية والكثير من الضيوف غير المرحب بهم. أنا أتحدث عن آفات الرياح الموسمية ، وخاصة القواقع والرخويات! أو (القواقع والبزاقات) هم كابوس كل بستاني ، يقوموا بالتسلل حول المحاصيل ، ومَضغ الأوراق والجذور أثناء تقدمهم للأمام. على الرغم من أنها مجرد مخلوقات صغيرة ، إلا أن شهيتها المفترسة تُمكنها من تناول عدة أضعاف وزن جسمها كل يوم.
* القواقع والرخويات.
هل هناك فرقًا بين القواقع والبزاقات؟ تنتمي كل من القواقع والبزاقات إلى فصيلة الرخويات وفئة بطنيات القدم. اسم الفئة مشتق من الكلمة اليونانية gastros و podos ، والتي تعني المعدة والقدم ، على التوالي. هذا الاسم هو أبسط تفسير لبنيتها البيولوجية. أجسامهم اللزجة الإسفنجية هي في الأساس معدة عملاقة واحدة على قدم واحدة. يسافرون بسرعة على هذه "القدم" العضلية. تفرز هذه العضلة باستمرار المخاط الذي يسهل حركتها. عندما تجف هذه العضله، ينتج أثرًا فضّيًا علي الوحل يشير إلى وجوده علي هذه الأرض مؤخرًا. يمنع المخاط خلاياهم من فقدان الرطوبة لأن التربة المحيطة جافه. هذا يحميهم أيضًا من أن يتم تقطيعهمأو جرحهم بأدوات حادة أو مدببة في الأرض. الفرق الوحيد بين هذين المخلوقين هو حقيقة أن الرخويات بلا قواقع (مأوي)!
على عكس القواقع ، لا تحمل البزاقات قوقعة أو "منزلها" على ظهرها . يمكن أن يكون هذا مفيدًا للبزاقات ، لأنه يسمح لها بالمرور في المساحات الضيقة. لسوء الحظ ، فإن له آثر سلبي ، فالبزاقات تُصبح أكثر عرضة لما يحيط بهم.
* ما الذي يجعل الملح قاتلا لهم؟
الملح يمنع هذه الزواحف اللزجة من إتلاف النباتات. الحلزون والبزاقات لها قدم مكونة من الخلايا ، والتي يمكن اعتبارها أكياس من العضيات داخل وسط مائي محاط بغشاء الخلية. غشاء الخلية عبارة عن طبقة ثنائية فوسفورية شبه منفذة. تسمح شبه النفاذية بالمرور الانتقائي للجزيئات. وبالتالي ، يمكن للجزيئات الأصغر أن تمر بسهولة ، بينما تُمنع الجزيئات الأكبر من عبور الغشاء. يمكن أن يحدث التناضح بسبب وجود غشاء شبه منفذ. التناضح هو عملية تنتقل فيها جزيئات المذيب من محلول منخفض التركيز إلى محلول أعلى من خلال غشاء شبه منفذ. يؤدي الاختلاف في التركيز على جانبي الغشاء إلى تراكم الضغط الاسموزي. هذا الضغط مسؤول عن حركة جزيئات المذيب.
عندما يتم رش الملح علي الحلزونات ، تلتصق بلورات الملح بالرطوبة الموجودة على الجلد. ينتج عن هذا محلول كلوريد الصوديوم عالي التركيز ، مما يؤدي إلى تطوير الضغط الاسموزي. يسمى المحلول الذي يحتوي على نسبة عالية من الملح محلول مفرط التوتر. عندما يحيط محلول مفرط التوتر بالخلايا الحيوانية ، فإنها تميل إلى الذبول والذوبان بسبب فقدان الماء الثقيل. ينتقل الماء بسرعة خارج الخلية لتخفيف محلول الملح في الخارج. تتوقف حركة جزيئات الماء عندما يتساوى تركيز الملح على جانبي الغشاء. هذه هي الطريقة التي تعيش بها القواقع المائية والرخويات في المياه المالحة. لديهم كمية من الملح في خلاياهم مساوية لما يحتويه الماء من حولهم!
الآن يؤدي فقدان الماء إلى إنتاج إفرازات لزجة لمنع الجلد من الجفاف. تحدث الفقاعات عندما يخرج الهواء من جسم المخلوق بينما يتقلص. يمكن أن يتسبب الملح الكافي في موت الكائن اللزج بسهولة من الجفاف، وهذا مؤلم للغاية.
* أفضل درع الطبيعة.
يشكل الماء حوالي 55-60٪ من جسم الإنسان البالغ. الآن ، تخيل فقدان نصف هذا الماء في بضع دقائق فقط. على عكس القواقع والبزاقات ، يمتلك البشر طبقة سميكة من الجلد عالية التطور ، تعمل كبدلة رائعة من الدروع التي توفرها الطبيعة. الطبقة الخارجية ، البشرة ، تحافظ على الضغط الاسموزي وتمنع الماء الزائد وفقدان الحرارة. القواقع والبزاقات ليس لها مثل هذه الدروع الطبيعيه. ومع ذلك ، إذا كنت لسوء الحظ قد سُكب ملح على جرح مفتوح ، فأنت تعرف عن كثب التعذيب الذي يعانى منه هؤلاء الزاحفون عندما نضع عليهم الملح. في حال لم تكن على علم ، هذا هوبالضبط ما يشعرون به، "كأنك تفرك الملح في الجرح".
مع تطور الكائنات الحية ، تطور جلدها أيضًا بيولوجيًا. بفضل بشرتنا ، لا يتعين علينا التفكير مرتين قبل حمل حفنة من الملح. لسوء الحظ ، تكون النهاية أكثر بشاعة وقاتلة في حالة بطنيات الأقدام مثل القواقع والرخويات عندما يتعلق الأمر بقوة التناضح والملح. على الرغم من أن كل بستاني يريد إنقاذ نباتاته المحبوبة من التعرض للمضغ من قبل هذه الآفات الجائعة فيقوم بوضع الملح في البساتين ، ولكن الملح ليس هو الحل الأكثر إنسانية. تشير دراسة نُشرت في BMC Ecology من قبل علماء من جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة في فيينا إلى أن ديدان الأرض هي الحل الأفضل لهذه المشكلة.
ديدان الأرض هي الحل، حقًا إنها أفضل صديق بستاني. لا تعمل هذه المخلوقات المختبئة في باطن التربه على تحسين خصوبة التربة فحسب ، بل تقلل أيضًا الضرر الناجم عن البزاقات بنسبة هائلة تصل إلى 60٪. تساعد زيادة النيتروجين في التربة بنسبة 18٪ وبالتالي تساعد النباتات على حماية نفسها بشكل أفضل.
إرسال تعليق