الطب الشرعي للحياة البرية هو مجال التحقيق الجنائي حيث يتم استخدام العلم لتحديد وفحص الأدلة من مسارح الجريمة حيث تم قتل الحيوانات ، وخاصة تلك التي يحميها القانون. يلعب الطب الشرعي المتعلق بالحياة البرية دورًا مهمًا في الحد من تجارة الحياة البرية والصراع بين الإنسان والحياة البرية.
إذا كنت قد شاهدت أي سلسلة جرائم في حياتك ، فربما تكون على دراية بكيفية إجراء التحقيقات وما هي البروتوكولات التي يتم اتباعها في مسرح الجريمة. الآن ، تخيل نفس العملية ، ولكن مع اختلاف واحد ... الضحية هنا ليست إنسانًا ، لكنها حيوان. باختصار ، هذا هو الطب الشرعي للحياة البرية.
الطب الشرعي للحياة البرية هو مجال التحقيق الجنائي حيث يتم استخدام العلم لفحص الأدلة من مسارح الجريمة حيث تم قتل الحيوانات ، وخاصة تلك التي يحميها القانون. في هذا الصدد ، يُعد الصيد الجائر من أكثر الجرائم التي يتم التحقيق فيها من قبل أفراد الطب الشرعي للحياة البرية.
*ما أهميه الطب الشرعي للحياة البرية؟
تعد الجريمة المنظمة ضد الحياة البرية مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم وتهدد بقاء العديد من الأنواع. من التسمم والصعق بالكهرباء إلى إطلاق النار وصيد الحيوانات ، يذهب الصيادون إلى أبعد الحدود للوصول إلي سوق التجارة الدولية للحياة البرية.
سواء كان جلد النمر أو شعر النمس أو أنياب الأفيال العاجية ، يتم البحث عن كل شيء في هذه الأسولق لسبب ما "الطب مثلا ، كتجميع القطع للديكور، أو للأزياء" ونتيجة لذلك ، فإن العديد من أنواع الحياة البرية على وشك الانقراض.
1. محاربة التجارة غير المشروعة.
على سبيل المثال ، أفادت دراسة حديثة أنه تم ضبط 2359 نمراً بين عامي 2000 و 2018 في 32 دولة. ووجدت دراسة أخرى أنه تم الاتجار بحوالي 895000 حيوان آكل النمل الحرشفي على مستوى العالم بين عامي 2000 و 2019. وبالتالي ، يعد الطب الشرعي المتعلق بالحياة البرية وسيلة مهمة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية.
2. التخفيف من حدة النزاعات بين الإنسان والحياة البرية.
وبالمثل ، يمكن أن يلعب الطب الشرعي للحياة البرية دورًا رئيسيًا في التخفيف من حدة الصراع بين الإنسان والحياة البرية من خلال مساعدة دعاة حماية البيئة على تحديد حيوانات معينة معرضه لخطر الإنقراض بسبب البشر
* كيف يتم إجراء الطب الشرعي للحياة البرية؟
علماء الطب الشرعي للحياة البرية لديهم الكثير ليعملوا عليه . لا يحتاجون فقط إلى تحديد الأنواع التي قُتلت من الرفات ، ولكنهم بحاجة أيضًا إلى تحديد الجاني. بالإضافة إلى ذلك ، يُطلب من خبراء الطب الشرعي للحياة البرية أيضًا تحديد المكان الذي نشأت فيه الضحيه، وما إذا كانت برية أم أسيرة ، وكذلك تحديد عمرها.
يتم ذلك عادةً باستخدام طرق الطب الشرعي للحياة البرية ، حيث يتم جمع أجزاء مختلفة من الضحية (الحيوان) ، بما في ذلك الدم أو الشعر أو الأسنان أو الأنسجة أو المخالب أو الأنياب أو الريش أو الفراء. في بعض الأحيان ، يتم أيضًا تحليل السلاح (إذا تمت مصادرته) أو المواد المميتة (السم والمبيدات الحشرية). من هذه المصادر ، يتم استخراج الحمض النووي وتضخيمه باستخدام تقنيات تفاعل البوليميراز المتسلسل ثم تسلسله.
في أغلب الأحيان ، يتم استخدام الحمض النووي للميتوكوندريا (الذي ينتقل من الأم إلى النسل) ، لأنه يوفر أفضل الواسمات الجزيئية. بعد التسلسل ، يتم إجراء التنميط الفردي حيث يتم استخدام علامات الأقمار الصناعية الصغيرة لتطوير الملف الشخصي للفرد (الضحية و / أو الجاني). يعد هذا الملف الشخصي مفيدًا للغاية ، حيث لا يمكنه تحديد حيوان فحسب ، بل إنه أيضًا أقارب بيولوجيين.
من ناحية أخرى ، يتم استخدام توصيف الحمض النووي البشري والمقذوفات بشكل عام لتحديد الجاني . هذه التقنيات مدعومة أيضًا بأدوات مجهرية تتضمن تحليل بصمات الأصابع والتربة والشعر.
* أمثلة تساعد الطب الشرعي للحياة البرية.
1. الحالة الأولى: من قتل الحيوان؟
قبض صياد غير مشروع على خنزير بري (Sus scrofa) في إحدى المتنزهات الوطنية في إيطاليا ، حيث طعنه لاحقًا حتى الموت. وعثرت سلطات المنتزه على بقايا الحيوان والصياد الذي نفى قتل الحيوان. عند التحقيق في منزله ، عثر الضباط على سكين ملطخة بالدماء. من هذا السكين ، تم استخلاص الحمض النووي واستخدمت السواتل المكروية لمطابقة دم الخنزير البري المقتول. كما اتضح ، كان الصياد يكذب وتم إدانته لاحقًا ، كل ذلك بفضل أدلة الطب الشرعي التي تم جمعها من منزله.
2. الحالة الثانيه: لحوم المطاعم.
حققت دراسة حديثة في اللحوم المصادرة من مطعم في غرب البنغال (شرق الهند) والتي كان يُعتقد أنها من طائر القبرة قصيرة الأصابع (Calandrella brachydactyla). مع عدم وجود هوية شكلية ، تم حجز صاحب المطعم لقتل وبيع لحوم الأنواع المحمية بموجب قانون (حماية) الحياة البرية الهندية لعام 1972.
ومع ذلك ، ساعد الطب الشرعي للحياة البرية في إثبات براءة المالك. عند استخدام التقنيات الجزيئية ، تمكن المتخصصون في الطب الشرعي من تحديد أن اللحوم لم تكن من نوع محمي ، ولكنها تنتمي إلى السمان الشائع (Coturnix coturnix). في هذه الحالة ، ساعد الطب الشرعي للحياة البرية في إثبات براءة المتهم خطأً ، بدلاً من المساعدة في القبض على مجرم!
3. الحالة الثالثه: ما هي الأنواع التي قُتلت؟
تم التحقيق في ثلاث حالات من الصيد غير القانوني في البرازيل ، حيث أرسلت السلطات المحلية عينات من ثدييتين وطائر قتلهما الصيادون. بمجرد استخراج الحمض النووي وتسلسله ، استخدم خبراء الطب الشرعي للحياة البرية الواسمات الجزيئية لتحديد الأنواع. تمت مقارنة هذه العينات بقاعدة بيانات وراثية للأنواع الشائعة الصيد في المنطقة.
ساعد هذا التحليل في تحديد الأنواع على أنها "خنزير الماء أو Hydrochoerus hydrochaeris" و"أيل بامباس Pampas deer" و "طائر شاشالاكا الشاكو Chaco chachalaca" . في جميع الحالات الثلاث ، تبين أن المشتبه بهم مذنبون وعوقبوا بإجراءات موجزة.
من الواضح أن الطب الشرعي للحياة البرية يلعب دورًا حيويًا في تحقيق العدالة للعديد من الحيوانات التي قُتلت ظلماً. ومع ذلك ، لا يزال هناك العديد من المعارك التي يجب خوضها والفوز بها عندما يتعلق الأمر بالحد من التجارة غير المشروعة في الحياة البرية إذا أردنا حماية التنوع المذهل للحياة البريه على هذا الكوكب!
إرسال تعليق