الأخطبوط هو واحد من أكثر الكائنات روعة التي تستطيع إيجادها أسفل الماء ، وكلما قرأت أكثر عنه ، كلما أصبحت مفتونا أكثر.
هذه المخلوقات تنتمي لعائلة الأخطبوطيات وتزن ما بين 3 إلي 10 كيلوجرام. ولديهم فترة حياة قصيرة (1-2 سنة) وتمتلك 33000 جين، والذي يكون أكثر بكثير من البشر! تُوجد في المحيط ويفضلون المياه الدافئة والمياه الإستوائية. معظم الأخطبوتات يظلون قريبين من قاع المحيط، في الظلام أو عميقا، بالرغم أن القليل من الأنواع تعيش بالقرب من سطح المحيط. إنها حيوانات لاحمة وغالبا تتغذي علي الرخويات، السلطعوانات ، السمك والجمبري.
يمتلك الأخطبوط ثمان أزرع وثلاث قلوب ، وهم أيضا بلا عظام ، لديهم دم أزرق ، ويقدرون علي إفراز حبر لإخافة المفترسات . إضافة إلي تلك القائمة الرائعة هي قدرتهم علي المرور خلال مناطق في غاية الضيق ! هذا مفيد إلي حد كبير عندما يكونون عالقين في مكان صعب ، ألا تعتقد هذا؟
هم أيضا أذكياء للغاية وقادرون علي إستخدام الأدوات ، مثل إستخدام قشور جوز الهند!
الأخطبوط ينتمي إلي فئة رأسيات الأرجل ، وهي مجموعة خاصة في مملكة الحيوان. الحيوانات التي تنتمي لتلك الفئة تستطيع تغيير لونها بناءا علي محيطهم أو عندما يقومون بنشاطات معينة.
الأخطبوط ، تحديدا، جيد في الإختلاط مع المحيط حوله ، إما لتمويه نفسه أو للتواصل مع الأفراد الأخري . في الواقع ، هم يقدرون علي تغيير لون جلدهم في لمح البصر ليماثل محيطهم ، ليجعلهم غير مرئيين أو حتي يجعلهم بارزين أو يظهرهم أكثر ترهيبا.
* كيف يغير الأخطبوط لونه؟
يمتلك الأخطبوط خلايا مختصة أسفل سطح جلدهم تعرف بالكروماتوفورات . كل كروماتوفور يمتلك كيس مطاطي يسمي الكيس المرن الخلوي في مركزه. كل كيس يمتلئ بألوان مختلفة الأحمر، الأصفر، الأسود أو البني.
لهذا، عندما يشد الأخطبوط عضلاته، تتسع الأكياس. هذا يجعل الأصباغ أكثر وضوحا علي جلد الأخطبوط. عندما ترتاح العضلات، تتقلص أكياس الأصباغ لتعود لوضعها الأصلي وتصبح الأصباغ أقل وضوحا، لذلك يعود الأخطبوط لوضعه الأصلي، بلون غير متغير.
كل خلية من الكروماتوفورات في الأخطبوط تتصل بعصب. شد أو رخي الخلايا يتم التحكم به بواسطة جهاز الأخطبوط العصبي. لهذا، عندما يريد الأخطبوط التموه، فإن يرسل إشارات للكرماتوفورات لكي تتمدد في سرعة!
* لماذا يغير الأخطبط لونه؟
هناك العديد من الأسباب التي ربما يرغب الأخطبوط في تغيير لونه بسببها ، هنا بعض منها.
1. النجاة .
فقط تخيل كم من الصعب النجاة في البرية . أنت قلق بشكل مستمر ، فمن الممكن عندما تجد وجبتك تصبح أنت وجبة حيوان آخر! في هذه الحالة ، قدرة الأخطبوط علي تغيير اللون تميزه علي الحيوانات الأخري.
الأخطبوط يستطيع تقلييد الحيوانات الأخري، لأنهم يتمكنون من تمويه أنفسهم ببراعة تامة. العديد من الدراسات تمكنت من دراسة هذه الظاهرة. في دراسة ما، وجد الباحثين أن الأخطبوط سيسبح بأقصي سرعة لينضم لمجموعة من الأسماك. وبعدها سيغيرون لون جلدهم تماماً لتماثل السمك! هذا يسمح لهم بالإختباء بسهولة عندما يكون هناك مفترسيين في الأرجاء ، خصوصا أولئك الذين يصطادون بالإشارات البصرية.
2. الطعام.
يعرف الأخطبوط بتغيير لونه أثناء مهاجمة الفريسة . هذه واحدة من الإستراتيجيات العديدة المذهلة التي يستخدمها الحيوان لخداع الفريسة ليوهمه أنه ليس أخطبوط!
تُظهر إحدى الدراسات الخاصة كيف غيرت الأخطبوطات ألوانها قبل وأثناء وبعد مهاجمة فرائسها. غيرت الأخطبوطات ألوانها أثناء مهاجمة السرطانات ، ووجدت هذه الدراسة أنها غيرت ألوانها بالتسلسل التالي:
(1). قبل العثور علي الفريسة ، فهم أظهروا ألوان متعددة.
(2). لحظة العثور والهجوم علي الفريسة ، فقد إختلفت ألوانهم من البرتقالي الفاتح إلي الرصاصي.
(3). لحظة الوصول إلي الفريسة، يصيح الأخطبوط بدون لون وشفاف نوعا ما.
(4). لحظة الإمساك بالفريسة، يصبح الأخطبوط مرئي.
(5). بعدها، يعود الأخطبوط مرة أخري لإظهار ألوان متعددة.
من هذه الدراسة، إكتشف الباحثون أن تغيرات اللون كانت بسبب النشاطات الحركية والتعديلات الوضعية.
3. التمويه.
العديد من الحيوانات في مملكة الحيوان أتقنت فن التمويه ، مما يسمح لهم بخداع المفترسات الشائعة . من التمويه إلي إدعاء الموت ، تمتلك الحيوانات قائمة كاملة من الخدع في جعبتها!
"الأخطبوط المقلد Thaumoctopus mimicus" ، تحديدا ، واحد من الحيوانات الرائعة التي تقوم بعمل عظيم في التمويه! يعيش الأخطبوط المقلد الصغير غالبا في المياه الضحلة ويكون لونه بني باهت . ما الذي يجعل هذا الأخطبوط مدهش بحق هو أنه لا يتوقف عن تمويه نفسه ، لكنه يغير أيضا الطريقة التي يتحرك بها لتماثل الحيوانات الأخري!
علي سبيل المثال، باحثين إندونيسيين وجدوا أن هذا الأخطبوط المموه يغير لونه ويعدل جسده ليشابه أسماك عديدة ، مثل سمك الأسد وسمكه الآنسه.
4. الحلم.
مؤخراً ، إكتشف العلماء أن الأخطبوط يغير لونه أيضاً أثناء الحلم وقت النوم! هذا الإكتشاف أكد دور الفص البصري في الأخطبوط ، والذي تبعث خلايا عصبيه عندما ينام الأخطبوط. هنا، تتسع الكرماتوفورات و الأصباغ تتحرر مما يجعل الأخطبوط يومض أثناء نومه.
إرسال تعليق