وُجد أن الكلاب تستخدم "الإدراك المغناطيسي magnetoreception" في التوجيه وهو الإحساس الذي يسمح للكائن الحي باكتشاف المجال المغناطيسي الخاص به ليرى الإرتفاع أو الإتجاه أو الموقع ، العلماء غير متأكدين كيف يقدرون علي فعل ذلك، ولكن من المحتمل أنه يستخدم ذلك من أجل تحديد المناطق والتوجيه.
المرة القادمة التي تأخذ فيها كلبك الأليف للتنزه، وتكون حاملا لأكياس الفضلات ، فأبقي معك بوصلة يد أيضا. وفي اللحظة التي يبدأ فيها كلبك في قضاء حاجته، أخرج البوصلة وأنظر لأي الإتجاهات الأربعة ينظرون وقتها.
في أغلب الحالات سيتجهون ناحيه الشمال…. غريب، أليس كذلك؟
لماذا يفعلون ذلك، والأكثر أهمية، هل الحيوانات الأخري تفعل ذلك؟
* مغناطيسية الأرض.
كوكبنا ، مثل الكواكب الأخري، يمتلك مجال مغناطيسي والذي يشع خارجا من الأقطاب المغناطيسية. ببساطة ، إنها تتسبب في دوامات سوائل المعدن التي تحوم خارج النواة، والتي تتمدد لحوالي 1800 ميل (3000km) أسفل سطح الأرض. تلك المعادن تقوم بعمل تيارات كهربائية والتي تولد وتحتفظ بالمجال المغناطيسي.
المحاور المغناميسية للأرض تتكافئ قليلا مع المحاور الجغرافية بمعدل 11.2 درجة مئوية ، في حين أن القطب المغناطيسي الشمالي يقع قريبا من القطب الجغرافي الجنوبي، والعكس. القطبين الشمالي و الجنوبي يمتلكان هذه الأسماء لأن مغناطيس البوصلة العادية سيشير إلي القطب الجغرافي الشمالي (المغناطيس الجنوبي: تذكر أن القطبين المتعاكسين ينجذبان)، في حين أن جنوب البوصلة سيشير تجاه القطب الجغرافي الجنوبي (أو المغناطيس الشمالي).
عادة يتقلب المجال، حتي يومياً، ويقال أنه يصبح هادئ ل20% فقط من ساعات اليوم ، ويكون في أقصي قوته عند الأقطاب وفي أضعفه عند خط الإستواء.
تَواجد المجال المغناطيسي يلعب دورا أساسيا في تأكيد نجاة الحياة علي الأرض ، الحقل القوي حول كوكبنا يتفاعل مع الرياح الشمسية ويمنعها من الوصول إلي سطح الكوكب. غير ذلك فإن تلك الرياح الشمسية ستقوم بتآكل المناخ الجوي والماء تماما، بناءا علي ذلك ستجعل الوضع غير ملائم لأي نوع من الحياة.
يخمن العلماء أن كوكب زحل خسر مائه ومناخه عندما إختفي مجاله المغناطيسي ، وأن نقص المجال المغناطيسي هو أيضا السبب في أن كوكب الزهرة لا يدعم الحياة.
* الفضلات وعلاقتتا بالمحاور المغناطيسيه.
إذا لاحظت كلبك يلف لعدة مرات قبل التبول ، أو قضاء الحاجة أو النوم ، فهم في الواقع يعيدون تجهيز مواقعهم مع محاور الأرض المغناطيسية. ومن المحتمل أنهم يتوجهون ناحيه الشمال أثناء ال20% من ضوء اليوم عندما يكون مجال الأرص المغناطيسي في أقصي هدوئه ، حتي عندما يتذبذب المجال ، فهم يتجنبون محور الشرق والغرب.
السبب في أنهم يقومون بهذا لايزال تحت الدراسه ، يخمن الباحثين أن هذا يعود إلي قدراتهم التوجيهية العالية (لإيجاد طريق العودة بأنفسهم…)، وايضا إلي مناطقهم.
لدي الكلاب مناطق ثابته، وهم يمتلكون خريطة ذهنية بالمناطق التي يسكنوها أو حتي التي يزوروها ، إن البول والبراز يحتوي علي الكثير من المعلومات الخاصة بالفرد، مثل العمر، الجنس، اللياقة البدنية، المرض وإذا كانوا علي إستعداد للتزاوج أم لا. عندما يتبولون أو يقضون حاجاتهم ، فهم يماثلون أنفسهم مع المحور. هذا ربما يساعدهم علي معرفة مناطقهم بصورة أفضل وتذكر الزوايا.
كيف يعلمون أي الإتجاهات هو الشمال؟ لا يزال الباحثين غير متأكدين، لكن يوجد إحتمالين.
إما أنهم يشعرون بالمجال المغناطيسي من خلال الرائحة ، التذوق ، الصوت أو حواس أخري، أو أنهم يعتمدون علي الإشارات الفيسيولوجية ، مثل "الشعور بأي إتجاه سيكون مناسب لهم أو أكثر راحه".
ومع ذلك، فقد تأسس أن الكلاب، مثل بعض الحيوانات الأخري، يستشعرون بالمغناطيس و بناءاً علي ذلك يقدرون علي الإحساس بمجال الأرض المغناطيسي ، دراسات أخري تعمل علي فهم النواحي بشكل أدق لهذه الغريزة الغريبه.
*ماذا عن الكائنات الحية الأخري الحساسة مغناطيسيا؟
كمية كبيرة من الكائنات الحية المختلفة تستخدم وسائل مختلفة لتحديد وإستخدام الأقطاب المغناطيسية للأرض لتحاذي نفسها معها.
الهجرة هي أفضل ظاهرة كمثال يفسر التنقل بالوتجيه المغناطيسي الفريد. هل تعلم أن الطيور تستطيع الهجرة لآلاف الأميال، في بعض الأحيان بدون التوقف للراحة؟! في الواقع، دراسة واحدة مثيرة للأهتمام تقترح أن الطيور تستطيع "رؤية" مجال الأرض المغناطيسي، ويقال أن الطيور المهاجرة "تعيد" بوصلاتهم كل مساء. ولذلك هم يقدرون علي السفر لمسافات طويلة، لكن دائما يصلون لجهاتهم الصحيحة، حتي بدون إستخدام خرائط جوجل لتخبرهم عن الطريق!
النحل معروف بإمتلاكه بطون مغناطيسية قادرة علي الشعور بالمجال المغناطيسي، وهي قدرة تعمل بإستخدام مجال مغناطيسي قوي . إنهم يستخدمون هذا للعثور علي طريقهم للمنزل وأيضا لمعرفة مصادر الغذاء المستكشفة بصورة مستمرة. هذه القدرة معروفة أيضا بوجودها في الغزلان و الماشية. أكدت الدراسات أن الأبقار تتجه لمجال المغناطيس الشمالي --- مثل الكلاب!
الحيتان، سلاحف البحر، ذبابات الفاكهة، السلمندر وأنواع أخري من الزواحف، الطيور، القوارض حساسة مغناطيسيا. هناك حتي نوع من البكتريا يسمي البكتريا المغناطيسية التي تستطيع توجيه نفسها علي طول المجال المغناطيسي الأرضي! الحيوانات حقا مثيرة للإهتمام ومجالها شاسع ولا يزال يتطلب كمية هائلة من الدراسة.
إذا، المرة القادمة التي يلتف فيها كلبك في دوائر قبل قضاء الحاجة، ربما يكون هذا السبب؟"
إرسال تعليق