U3F1ZWV6ZTM2MTY3NDAyODEwNTQ0X0ZyZWUyMjgxNzUyNTExOTM1MA==

هل تعيش الإناث أكثر من الذكور في عالم الحيوان؟

                                             


تعيش الإناث أكثر من الذكور في مملكة الحيوان لأسباب عديدة. كبداية، يتنافس الذكور أكثر فيما بينهم على الموارد والإناث. ثانيا، تلعب الجينات دورا أساسيا، خاصة الكروموسوم X الثاني الموجود في الإناث. ثالثا، من المعروف أن الذكور لديهم مستويات ضغط أعلى بالمقارنة بالإناث. وبالمثل، تلعب عمليات التطور والأبوة دورا رئيسيا أيضا.


في جميع أنحاء العالم، من المعروف أن النساء يتفوقن على الرجال في العمر، وقد كان هذا ملحوظا على مدار الوقت. على سبيل المثال، في السويد خلال القرن التاسع عشر، كان متوسط عمر النساء 33 عاما، بينما عاش الرجال حتى 31 عاما فقط. واليوم، تعيش النساء حتى متوسط 83 عاما، بينما يعيش الرجال حتى 79 عاما فقط. هذا الاختلاف في العمر يرجع إلى حد كبير إلى الميزة البيولوجية التي تتمتع بها المرأة، فضلا عن العوامل السلوكية والبيئية المختلفة التي تساعد على إطالة عمرها.


يقول البعض أن هذا يرجع إلى أن الأنثى تتمتع بأساليب حياة أفضل؛ هناك عدد أقل من المدخنات والشاربات، ولديهن عادات طعام وتمارين أكثر صحية، بالإضافة إلى حياة أكثر إنجازا لما يليه عليها ضميرها بشكل عام. هناك العديد من الأسباب الاجتماعية والعلمية الأخرى لذلك.


ولكن، هل هذا ينطبق على مملكة الحيوان أيضا؟


مما إتضح، فهو بالفعل ينطبق عليهم!


تظهر معظم الحيوانات البرية عمرا أطول للإناث، مقارنة بالذكور. تماما كما هو عند بالنسبة للبشر، تم طرح العديد من النظريات لشرح هذا النمط بين أنواع الحيوانات، ولكن كأي شيء آخر، هناك الكثير من الاستثناءات للقاعدة.


* أي المجموعات الحيوانية تظهر إختلافات في الفترة العمرية؟

أغلب الثدييات تظهر إختلافات عمريه أطول في الإناث، مثل الحيتان, الأسود الأفريقية، الشمبانزي، وبعض القردة والكثير من الأنواع الأخرى.


هناك عدد قليل من الأنواع لا تظهر أي فرق في طول العمر تقريبا بين الجنسين، مثل قرود المكاك اليابانية وفئران الكنغر وقردة السافانا. من المدهش أنه على الرغم من قربنا من الكلاب والقطط، إلا أنه لا يعرف الكثير عن هذا الجانب من حياتهم.


تظهر ذبابة الفاكهة المتواضعة، أو ذبابة الفاكهة الأسطورية (التي يمكن القول أنها أكثر الحشرات دراسة في التاريخ)، نتائج متضاربة، ومن المقبول عموما أن لها نفس طول العمر في كلا الجنسين.


يمكن العثور على بعض الأمثلة الأخرى المعروفة لأعمار الإناث الأطول في أسماك الصياد، وهي سمكة توجد في أعماق البحار تمتلك مصباح متوهج ذو إضاءة حيوية،وكذلك في الجنادب. ومن المعروف أن أنثى الجنادب تعض رأس الذكر بمجرد إنتهائهم من التزاوج!


* لماذا الإناث تعيش أكثر من الذكور في مملكة الحيوان؟

1. المنافسة.

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الإناث تعيش أكثر من الذكور في البرية هي المنافسة. ينمو معظم الذكور بشكل أسرع ويتنافسون بقوة مع بعضهم البعض من أجل حقوق التزاوج. في خلال هذه العملية، غالبا ما يعانون من إصابات ومستويات أعلى من التوتر، مما يؤدي إلى وفاة مبكرة.


على سبيل المثال، في دراسة تمت على الرئيسيات غير البشرية، أظهرت ستة أنواع من أصل سبعة منافسة شديدة بين الذكور من أجل التزاوج، مما أدى إلى فترات حياة أقل من الإناث.


ومن المثير للاهتمام، أن دراسة تمت على ثعابين الكوكري "Kukri" في تايوان، قد أظهرت أن العكس هو الصحيح، حيث تتنافس الإناث بقوة مع بعضها البعض. حيث أن إناث الثعابين الKukri هي المسؤولة عن الدفاع عن أراضيها وبيضها، بالإضافة إلى وصولها إلى بيض السلاحف، والذي يكون طعامها. نتيجة لذلك، وجد الباحثون أن أنثى ال Kukri غالبا ما كانت عدوانية وتقاتل بعضها البعض لتأمين مواردها، مما أثر في النهاية على نجاتهم وإضعاف قدرتهم على العيش لفترة أطول.


2. الجينات.

تلعب الوراثة دورا كبيرا في طول العمر، ويقال أن الإناث يتمتعن بميزة في هذا أيضا!


تشير نظرية شائعة إلى أن الكروموسوم X الثاني (XX في الإناث) يلعب دورا مهما في البقاء على قيد الحياة. حيث يحتوي كروموسوم Y، وهو الموجود فقط في الذكور (XY)، على عدد قليل من الجينات، مثل شعر الوجه والأعضاء التناسلية، لكنها لا تلعب دورا مهما في البقاء على قيد الحياة. وبالتالي، فإن هذا يترك الذكور في وضع غير مماثل.


تم إختبار هذه النظرية بشكل أكبر على الفئران، حيث وجد أن الفئران التي عاشت أطول لديها كروموسومان من "X" وهو (XX)  ومبايض (بمعنى أنها كانت أنثى).


قام فريق من الباحثين اليابانيين بإكتشاف مثير آخر في هذا المجال. حيث قام هؤلاء الباحثون بتغيير إناث الفئران وراثيا بحيث تلقوا مادة وراثية من أنثتين (أو أمهات)، ولكن لم يحصلوا على مادة وراثية من ذكور (أو آباء). من خلال هذا، إكتشفوا أن الفئران المعدلة وراثيا عاشت ضعف عمر الفئران التي تلقت الحمض النووي من الآباء العادية (أم وأب واحد).


أخيرًا، من المعروف أيضا أن الميتوكوندريا التي تنتقل من الأمهات تؤثر على طول العمر، خاصة عند الذكور. على سبيل المثال، المادة الوراثية التي تنتقل من الأمهات إلى الأبناء (أو الذكور) في ذبابة الفاكهة لديها العديد من الطفرات، مما يؤدي إلى إضعاف قدرة ذكور الذباب على العيش لفترة أطول من الإناث.


3. التوتر.

تؤثر المستويات العالية من التوتر والهرمونات على الجميع. بالنظر إلى مستويات الإجهاد المرتفعة تقليديا لدى الذكور، فإنهم أكثر عرضة للوفاة في وقت مبكر عن الإناث بسبب هذا العامل.


وجدت دراسة أجريت على قرود السافانا، أن التواجد في قمة السلسلة الغذائية كان مرهقا للذكور، وخاصة ذكور ألفا، مما أثر على بقائهم وطول عمرهم.


4. التطور.

تلعب العمليات التطورية أيضا دورا في طول العمر الخاص بالجنس. على سبيل المثال، قد تكون الإختلافات بين الجنسين في مدى طول الحياة ناتجة عن الإختلافات التطورية في حجم الجسم وأنماط البحث عن الطعام والتعرض للمخاطر البيئية والسلوكيات التي بها مخاطر.


5. الأبوة.

العديد من الحيوانات لديها معدلات نمو بطيئة وفترات حمل طويلة. لضمان إستمرار النسل، يجب على الآباء العيش لفترة طويلة بما يكفي للتأكد من أن نسلهم يكبرون ليأخذوا مكانهم. بين الرئيسيات، تشير الدلائل إلى أن الأمهات (التي عادة ما تقدم الرعاية للنسل) والتي تتمتع بميزة بقاء أقوى من الآباء.


على الرغم من أن العلماء قد توصلوا إلى العديد من النظريات في الماضي، إلا أن هناك لا يزال مزيد من البحث للفهم الكامل لكيف يمكن للإناث أن تعيش لفترة أطول من الذكور في مملكة الحيوان. ومع تقدم العلم والتكنولوجيا، فأنا متأكد من أننا سنكتشف المزيد من الإجابات على هذه الأسئلة!



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة