الكارنوتوروس هو نوع من الديناصورات الضخمة التي عاشت في نهاية فترة العصر الطباشيري، ولكن ندرة الحفريات والصفات الجسدية المميزة لتلك المخلوقات جعلتهم جزء من أجزاء ما قبل التاريخ المثيرة للإهتمام.
لهؤلاء المعجبين بالديناصورات، فمن المؤكد أنكم رأيتم الكارنوتوروس علي الشاشة العملاقة، حتي بالرغم أنه تم الإعتقاد أنهم نوع من التيرانوسوروس "T.rex". في الواقع، تلك الديناصورات كانت تحوم في جزء مختلف من العالم، في أجزاء من أمريكا الجنوبية، وأيضا كانوا من أكثر المفترسين هيمنة وسيطرة، بالرغم من بعض السمات الجسدية الغريبة عندهم.
* مخلوق نادر وغريب.
علي خلاف الكثير من أنواع الديناصورات التي يعرفها البشر، فهناك حفريه هيكل عظمي مكتمل واحد فقط من نوع الكانوتوروس في العالم. والأكثر دهشة، أنه تم إكتشاف تلك الحفرية منذ أقل من 40 سنة في جنوب الأرچينتين، والذي قد أعطي العلماء والباحثين نظرة قيمة وشاملة عن هذا النوع. وأيضا تم العثور علي أجزاء من الحفريات في مناطق أخرى من أمريكا الجنوبية، ولكن النوع الوحيد المعروف من نوع الكانوتوروس هو "carnotaurus sasteri" والذي يعني آكل اللحم.
تمكن العلماء من تعلم الكثير عن هذا الديناصور من الهيكل العظمي المكتمل. وعلي ما يبدو، فقد كان الكارنوتوروس هو المفترس الذي يتربع علي القمة في جنوب منطقة غندوانا، ويلتهم كل شئ من الحيوانات صغيرة مثل السلاحف، والثعابين وبعض الزواحف الأخري التي ظهرت في نهاية العصر الطباشيري. يعتقد بعض الباحثين أن تلك الديناصورات كانت إجتماعية جدا، وحتى يعتقدون أنهم كانوا يصطادون في مجموعات، والذي بالطبع ساعدهم ذلك بالسيطرة علي فرائس بأحجام أكبر.
الكارنوتوروس مرتبط بنوع من الديناصورات الكبيرة تسمي ابيليسورس، والذين كانوا يسيطرون علي المنطقة التي تعرف الآن بأمريكا الجنوبية (وغندوانا سابقا). وقد عاشوا لحوالي 70 مليون سنة، تماما قبل النيزك الذي عرضهم جميعا للهلاك. تميز هذا النوع بالسرعة والرشاقة، وكان يزن حوالي 1.5 طن ويمتد لحوالي 39 قدم في الطول. بسبب عضلات أرجلهم الضخمة، فقد أعتقد أنهم كانوا من أسرع الديناصورات في أواخر العصر الطباشيري، وأيضا واحد من أكثر الصيادين إحترافا. علي خلاف الديناصورات الأخري في تلك الفترة، فقد كان هذا الديناصور ذو عيون مواجهة للأمام وجمجة قصيرة وأكثر عمقا من أقاربها، مما أدي إلي إعتقاد بعض الباحثين أنهم كانوا يملكون رؤية مجهرية، بالرغم من صغر حجم العين.
* أذرع الكارنوتوروس .
الجزء الأكثر غرابة في جسد هذا الديناصور يكون أذرعه، والتي كانت صغيرة بشكل مضحك، حتى أنها أصغر من أذرع الأسطورة T-rex. بالرغم من تطور عظمة الزند في أسفل الزراع، ولديه أربعة أصابع صغيرة وضعيفة وتقريبا ليست لها أي فائدة. ومع ذلك، فإن هذا شائع، ففي خلال العصر الطباشيري كانت الديناصورات الأكبر حجما لديها أذرع أصغر في الحجم والفعالية.
لحسن الحظ، فإن تلك الأذرع الصغيرة لم تكن تتسبب في إعاقة لدى الكارنوتوروس الصغار عند الصيد أو الدفاع. كما أنه يوجد علي قمة رأس تلك الديناصورات التي تمتلك قرنين كبيرين جدا. أظهرت الحفريات نتوءات تصل إلي 6 انش، ولكن من المحتمل أن تلك النتوءات كانت النواة الخاصة بقرون أكثر طولا. موضع تواجد تلك القرون يوضح أنه من المحتمل أنها كانت تستخدم كوسائل للقتال ضد أعضاء آخرين من نفس النوع، أو ضد الفريسة. بالإضافة إلي أن أعناقهم الطويلة يمكن أن تكون ساعدت وتكيفت علي القتال، إما أثناء القتال في مراسم التزاوج، أو في إخضاع فرائسهم. تلك الأنواع من التكيفات كان من النادر رؤيتها في الديناصورات، مما يقترح أن الكارنوتوروس كانت أكثر تطورا من أقاربها في أمريكا الشمالية وأوروبا.
* حفرية الكارنوتوروس.
في السنوات الحالية، فكرة أن الديناصورات في أواخر العصر الطباشيري كانت تمتلك ريش أصبحت واسعة الإنتشار، خصوصا وبعد أن وجد بعض الحفريات التي يظهر عليها الريش بوضوح. حتي T-Rex التي أظهرته هوليوود كثيرا، أعتقد أنه كان يمتلك خصلات من الريش تغطي حسده. يوجد في أسفل عنق الكارنوتوروس وفي ظهره وذيله صفوف من جلود عظمية، والتي يعتقد أنها كانت تعمل كوسائل للدفاع، تماما مثل الدروع أثناء القتال.
* كلمة أخيرة.
من غير الشائع أن يحصل علماء الحفريات على الكثير من المعلومات من حفرية واحدة، ولكن الكارنوتوروس بالفعل فريد من نوعه في الكثير من الطرق. في حين أن الباحثين يتمنون العثور على المزيد من العينات عن هذا المخلوق، فإن البقايا التي وجدت عنه تزودنا بنظرة خاطفة عن هذا المخلوق الذكي والسريع والإجتماعي صاحب الأذرع عديمة الفائدة وزوج من القرون المخيفة.
إرسال تعليق