يواجه النحل الذي يفقد خليته عدد من التحديات ، تتراوح ما بين إيجاد طريقهم للعودة للمنزل أو يتم قبولهم في مستعمره جديده ، لكن ما يمكن ألا تعرفه هو أن أغلبية النحل لا تمتلك مستعمرات!
عندما يفكر أغلبية الأشخاص في النحل ، فهم يتخيلون الحشرات الصفراء والسوداء الصغيرة التي تحوم حول الخلية ، الذين يمتصون الرحيق ويلقحون الأزهار في رحلاتهم اليومية ذهابا وإيابا . لكن ، خلايا النحل لا تدوم للأبد ، ونظام الملاحه لدي النحل ليس كاملاً ، لذلك ماذا يحدث للنحل عندما يفقد طريقه؟ هل حكم علي صانع العسل الطنان حياة من الجحيم والموت وحيدا ، أو أن هناك أمل لنهاية سعيدة؟
لنتعمق في هذا السؤال بشكل دقيق ، هناك بعض الشخصيات للنحل…. وبعض الحقائق المدهشة.. التي قد تكون منيرة إلي حد كبير.
* هل يمكن أن يفقد النحل طريقه؟
عندما نفكر في النحل ، فغالبا ما نكون متأكدين أنهم يعرفون طريق العودة للمنزل ، وأنهم ليسوا في خطر كبير من الضياع . النحل الذي يغادر المعسكر بحثا عن الرحيق فهم العمال والذين يكونون إناث وهم المسؤولين عن أغلبية العمل في الخلية . في معسكر عادي من نحل العسل ربما يُوجد 20000 إلي 80000 أنثي نحل عاملة ، وبعض المئات من الذكور وملكة واحدة فقط . الذكور التي لا تطير ليس لديهم أي مسؤولية بإستثناء التزاوج مع الملكة الغير مخصبة، ولا يمتلكون حتي إبر، وحتي لا يغادرون الخلية أو المعسكر.
أما بالنسبه للإناث العاملات ، والذي هو من المحتمل أن يكون النوع الذي قابلته محلقا في أرجاء الحديقه ، فإن النجاه خارج المعسكر أمر ضروري . فهم لديهم شهرين فقط من فترة الحياة ، في المتوسط ، الأسبوعين الأولين تمضي فيها وقتها تعمل داخل الخلية ، وبمجرد خروجهم من الخلية ، فهم لا يرغبون في إضاعة الوقت في الضياع.
لحسن الحظ ، يمتلك النحل وسيلة رائعة للتنقل عبر العالم دون أن يضيع ، والتي تتمثل في استخدام الشمس كنقطة ثابتة والحفاظ على زاوية بالنسبة للشمس. عند البحث عن الطعام ، ستجد النحلة مصدرًا للطعام ، ثم تعود إلى الخلية في خط مستقيم ، حيث ستشارك في رقصة قصيرة لتخبر النحل الآخر أين يمكن العثور على الطعام.
الخبراء غير متأكدين عن كيفية قدرتهم علي التواصل بخصوص الشمس عندما تتغير الشمس في حركتها وموضعها طوال السنة ، لكنهم يعتقدون أن لها علاقة بقرون الإستشعار في قمة الرأس ، والتي تقدر علي حساب ثلاثة أبعاد ومعلومات الموقع ، والتي تشبه خرائط GPS علي الهاتف . هذا مثل خريطة ذهنية دقيقة بشكل مدهش لمحيطهم ، والتي يقومون بتشكيلها بعد أول تحليق لهم خارج المعسكر. هذه الوسائل معا كافية لمنع النحل من الضياع.
رغم هذا ، إذا تم إبعاد نحلة عن بيئتها المعتادة (علي سبيل المثال تعلق النحلة في السيارات ومخارج وسائل الموصلات لمسافه كبيره) أو إذا تدمرت الخلية تماما (بسبب عواصف ، كوارث طبيعية ، نشاط بشري) ، فعلي النحلة أن تجد طريقة ما للنجاة. إذا لم تستطيع العثور علي طريق العودة ، أو إذا لم يكن هناك مستعمره أخري ، فماذا يفعل النحل؟
* هل يستطيع النحل النجاة خارج الخلية؟
حسنا ، كبداية ، فقط 10% من النحل يعيش في معسكرات نمطية وخلايا. أغلب النحل حول العالم يعرف ب"النحل المنعزل"، ويعيشون حياتهم وحيدين أو في أنظمة شعبية صغيرة مع نحل منعزل آخر من نفس النوع. هناك ما بين 20000 إلي 30000 نوع من النحل المنعزل حول العالم ، وهم يلعبون دور كبير في التلقيح، كما يفعل نحل المعسكرات تماما ، لكنهم لا يمتلكون نفس مستوي من التقدير (ربما بسبب عدم إنتاجهم الكثير من العسل).
لذلك ، علي مستوي جوهري ، يستطيع النحل النجاة بالتأكيد خارج نظام الخلية ، أما بالنسبه لنحل العسل ، فإن العيش لخدمة الملكة هو ما يفعلونه ! فإذا فقدت نحلة عسل خليتها أو إنفصلت عنها لمسافات طويلة بدون فرصة للعودة ، فهناك فرصة جيدة أنهم سيحاولون دخول خلية أخري . عند هذه النقطة ، يعتمد دخول الخليه علي نوع النحله ، صحة الخلية ، وإذا ما كان النحل الأجنبي يُحضر الرحيق وحبوب اللقاح لداخل الخلية ، وإذا ما كانوا ممتلئين بالفرمونات.
هناك ظاهرة تسمى "انجراف نحل العسل" ، وهي شائعة بشكل خاص عندما تكون خلايا النحل قريبة جغرافيًا من بعضها البعض ، كما هو الحال في المناحل. في الأساس ، كل خلية فريدة من نوعها ، ويتم تمييز كل نحلة من تلك الخلية بتوقيع كيميائي. قد يُسمح بدخول "التائهين" من المستعمرات الأخرى ، إذا سمح بذلك النحل الحارس للمستعمرة الجديدة.
يعمل حوالي 10 ٪ من النحل البالغ كحراس للعش ، ويفحصون أي زائر أجنبي عند وصولهم ، ويطاردونهم بعيدًا أو يسمحون لهم بالدخول . إذا تَعرف الحراس على التوقيع الكيميائي ، أو إذا كانت النحلة من مستعمرة مترابطة ، فقد يُسمح لهم بالدخول.
إذا حاولت نحله أجنبية تماما أو حشرة أخري، مثل الدبابير، حاولوا الدخول، فعلي الأغلب سيتم طردهم أو قتلهم ، إذا أصروا. والأكثر، سيكون من النحل الغازي مختلف عن التائهين ، فهم يحاولون فقط الدخول لسرقة العسل. الحراس أيضا يتصدون لهم. في أوقات الوفرة (عندما يكون هناك مصادر وفيرة وقريبة، فإن مخازن المعسكرات تكون ممتلئة)، فعلي الأغلب يسمح الحراس للأجانب للمشاركه في الخلية وليس للسرقة.
إذا تدمرت خلية تماما، بمعني أن الملكة والجميع قد فقدوا، ولا يُوجد هناك طريقة لإستعادة المعسكر ، فقد تدرج ملكة جديد ، وعندها يتوحد الذكور والعمال مرة أخري.
إذا لم يكن ذلك ممكنًا ، فإن محاولة الانضمام إلى مستعمرة أخرى هي الخيار الوحيد لنحل العسل ، وإلا فسيتم حرمانهم من الطعام ، ومن المحتمل أن يتضوروا جوعاً. قد يحالف الحظ النحل المارق أو التائه ويتم قبوله في مستعمرة أخرى ، ولكن في الدراسات الرسمية ، يتم قبول حوالي 30 ٪ فقط من النحل الأجنبي من خلال هذه القوانين الصارمة!
* كلمة أخيرة.
إذا رأيت من قبل نحلة تطير حول طاولة طعامك، أتركها وشأنها! فهم تحت هجوم من جميع الجهات، وحياتهم صعبة بما يكفي. أيضا، لا تفترض أن كل نحلة تراها تنتمي إلي خلية بمكان ما قريب. فهناك إحتمال كبير أنها تعيش حياة منعزلة، لكن لا تزال تقوم بعملها. إذا حدث أن نحلة عسل تبحث عن معسكر جديد ، فكل ما تستطيع فعله هو أن تتمني لها الحظ الجيد في أن تكون الخلية الجديدة مرحبة وكريمة معها.
إرسال تعليق